على بعد
أسابيع قليلة من الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها في السابع من أكتوبر القادم،
كثفت السفارة الأمريكية لقاءاتها مع عدد من الفاعلين السياسيين والمدنيين، وكان
آخرها لقاء جمع كايل سبكتور، رئيس قسم الشؤون السياسية بالسفارة ذاتها، بسلفيي حزب
الحركة الديمقراطية الاجتماعية، وفي مقدمتهم الناشط السلفي عبد الكريم الشاذلي.
اللقاء
الذي دام أكثر من ساعتين بمقر الحزب بالرباط تطرق لمجموعة من القضايا المرتبطة
بأوضاع السلفيين في المغرب، وحضورهم في العمل السياسي، وتوجهاتهم السياسية خلال
الانتخابات المقبلة.
وكشف عبد
الكريم الشاذلي، في تصريح لخبر فاس، أن المسؤول الأمريكي طرح العديد من الأسئلة،
من بينها السبب الذي دفعه ورفاقه إلى عدم الانضمام إلى حزب العدالة والتنمية رغم
أنه له مرجعية إسلامية، واختيار حزب عرشان.
وأضاف
الشاذلي: "جوابي كان هو أن عقيدتنا نحن كسلفيين تتعارض مع حزب العدالة
والتنمية، الذي يحمل فكر الإخوان المسلمين"، مواصلا بأن المسؤول الأمريكي
سألهم عن أوضاع السلفيين الذين مازالوا معتقلين في السجون، وزاد: "أخبرناه
بأن عددا من السلفيين خرجوا من السجن إما بعفو ملكي أو بانتهاء مدة سجنهم، وبأنه
لا وجود لعملية إدماج السفليين، كما أكدنا له أن التهميش والبطالة من أبرز أسباب
التطرف".. وقال الشاذلي إن سلفيي حزب عرشان أخبروا ضيفهم الأمريكي بأن
"بلده كانت مسؤولة عن سجن السلفيين، ويمكن أن يكون لها دور في إطلاق
سراحهم".
ومن بين
اللحظات المثيرة التي شهدها اللقاء طرح كايل سبكتور سؤالا عن الحضور الشيعي في
المغرب.. "هي نقطة أثارتني، وقلت له إن الشيعة دخلوا المغرب في غفلة من
الجميع، وإننا لم نكن نعلم أن عددا من الناشطين يحملون العقيدة الشيعية"،
يقول الشاذلي، الذي لفت إلى أن المسؤول الأمريكي أخبرهم بأنه عقد لقاء سابقا مع
شيعة المغرب لقياس حضورهم في البلاد.
وكان
موضوع الانتخابات التشريعية المقبلة، التي توليها السفارة الأمريكية أهمية كبيرة،
حاضرا في اللقاء ذاته، إذ تكرر سؤال عن احتمال مشاركة السلفيين فيها، فكان رد
المعنيين بأنهم يفكرون في ذلك، لكنهم لم يحسموا قرارهم بعد، كما برروا للمسؤول
الأمريكي انخراطهم في حزب عرشان بأنه لا مصلحة لهم في التشتت بين الأحزاب.
وعن علاقة
الشاذلي برئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، أخبره بأنه ليس لديه أي مشكل شخصي معه،
قائلا: "كان صديقا حميما لي؛ لكنني أعتبر أن عقيدة العدالة والتنمية هي عقيدة
مستوردة، في حين أن السلفية هي الأصل في هذا البلد". ويبدو أن اللقاء الذي
جمع المسؤول الأمريكي بسلفيي حزب عرشان لم يكن كافيا بالنسبة إليه، إذ وعدهم بعقد
لقاءات أخرى في أقرب وقت.
إرسال تعليق