عرفت
مدينة فاس، مساء الاثنين، حدثا فنيا هنديا بامتياز؛ بحيث جاب عشرات الفنانين
الهنود مختلف أرجاء المدينة مستعرضين لوحات فنية رائعة تنوعت بين العزف والغناء
والرقص، وذلك في إطار احتفاء مهرجان فاس للموسيقى الروحية بدولة الهند، الضيف
الرسمي للدورة 22.
وتنوعت
العروض بتنوع أماكن استعراضها، من سينما بجلود إلى دار عديل وصولا إلى قاعة
العمالة وحدائق جنان السبيل. كما تنوعت الأنماط الموسيقية وتعددت أسماء الفنانين،
وكانت البداية مع فن "الراغا" ورواده القادمين من كالكوتا وشيناي
ومومباي وجودهبور وجيبور، وأيضا من لندن ومانشستر وتورنتو، ليقدموا عروضهم، لأول
مرة، في المغرب.
ثم مجموعة
من الأطفال الصغار الذين تشبه قصصهم قصص الأفلام، وكان استدعاؤهم لإحياء حفلات
بفاس بمثابة دعم لهم؛ حيث ارتأت إدارة المهرجان إنتاج فيلم قصير عن قصة حياتهم،
يقول عنه ألان فيير، المدير الفني للمهرجان، إن "الفيلم يظهر حياتهم الحالية
والماضية، وواقعهم، والقرية التي أتوا منها، وموسيقاهم"، مشيرا إلى أن النوع
الغنائي الذي يؤدون كان على وشك الاندثار لولا جهودهم.
وبحسب ما
يرويه الفيلم، فإن الأطفال الثلاثة ولدوا في قرية يتوارث أهلها الفن؛ فالطفل
الصغير، ومنذ سنته الثالثة، يبدأ في الغناء. وهو حال الأطفال الثلاثة الذين منذ أن
ولدوا تمحورت حياتهم حول الموسيقى التي ورثوها عن والدهم؛ بحيث لم يذهبوا إلى
المدارس ولم يتعلموا، وظلوا متشبثين بهدف واحد هو الحفاظ على موسيقاهم وإيصالها
إلى أكبر جمهور ممكن.
من جانبها
تقول مخرجة العمل أورلي شولور إن الهدف من الفيلم هو إظهار من أين أتت هذه
الموسيقى التي يقدمونها وكيف نشأت، مضيفة: "إنهم ورغم كل ظروفهم يستمرون في
الغناء ليل نهار مع أبيهم ويتوارثون الفن من جيل إلى جيل"، منبهة إلى أن
تقديم مثل هذا النوع الغنائي بمهرجان فاس من شأنه خلق أذواق جديد لدى جمهور شاب.
وقدمت
مجموعة من العروض الهندية الأخرى، أبرزها عرض للفنانة راغيشري من إقليم بينا ريس،
وعرض للثنائي شاشاتك سوبرامانيام وراكيش شاو راسيا، عازفا الناي، القادمين من
شيناي ومومباي، إضافة إلى عرض لإرشاد خان عبارة عن معزوفات على الستار والسور بهار.
يذكر أن جديد الدورة الحالية لمهرجان
فاس للموسيقى الروحية التي انطلقت الجمعة الماضي وتستمر حتى السبت المقبل، هو
الاحتفاء بالهند، ضيفة الدورة، على أن يستمر هذا التقليد باستضافة بلدان أخرى
والاحتفاء بها في الدورات القادمة.
إرسال تعليق