pregnancy

0
ليس المحللون والمتابعون المغاربة وحدهم من أكدوا على أهمية القمة المغربية الصينية، والزيارة التي قام بها الملك محمد السادس إلى بكين، وإعلان شراكة إستراتيجية بين البلدين، بل حتى خبراء أجانب أجمعوا على أهمية توجه المملكة إلى تنويع شركائها الاستراتيجيين.
وكان العاهل المغربي والرئيس الصيني قد وقّعا، يوم الأربعاء الماضي، في قصر الشعب ببكين، على عدة وثائق للتعاون الثنائي ذات الصلة، أساسا، بمجالات القضاء والاقتصاد والمالية والصناعة والثقافة والسياحة والطاقة والبنيات التحتية والشؤون القنصلية.
وفي هذا الصدد أكد الجامعي الفرنسي، كريستوف بوتان، أن الزيارة التي قام بها الملك محمد السادس إلى الصين "تعكس إرادة المغرب في تنويع شركائه الاقتصاديين والاستراتيجيين"، معتبرا أن "الدبلوماسية المغربية تتطور وتحرص على الحفاظ على التوازن الضروري".
وأفاد بوتان، ضمن تصريحات صحفيّة، بأن "الملك محمد السادس بتنويع الشركاء يرغب في أن يكون بمقدور بلده الإقدام على خياراته بكل استقلالية وسيادة"، قبل أن يبرز أن للصين، مثل المغرب، طموحات إفريقية.
وأكد الخبير السويسري في الشأن العربي، جان مارك مايار، أن الصين "تدرك، أكثر من أي وقت مضى، أهمية الموقع الاستراتيجي للمغرب في إفريقيا، والفوائد التي يمكن أن تجنيها من شراكة ثنائية مكثفة تجاه القارة"، مضيفا أن المملكة "تموقعت بسرعة كمتحدث وشريك اقتصادي قوي باستقراره السياسي والاجتماعي".
وأشار الخبير إلى أن المملكة ستجني، عبر الاتفاقات المتعددة التي أبرمتها مع الصين، "فوائد كبرى تعود بالنفع على اقتصادها وسكانها من خلال تسريع تموقعها على الساحة العالمية"، متابعا أن الملك "برهن عن تبصر كبير في العمل من أجل شراكة إستراتيجية مع القوة الصينية في محيط عالمي أكثر تعقيدا".
ومن جهتها قالت الخبيرة البريطانية في الشأن المغاربي، جان ستاندنيغ، إن الزيارة التاريخية للملك إلى الصين "تبرهن على عزم المغرب على تنويع تحالفاته الإستراتيجية"، مواصلة أن الزيارة تندرج في إطار رؤية ملكية جديدة "دينامية واستباقية" من أجل حماية المصالح العليا للأمة.
وأكدت الخبيرة البريطانية أن الشراكة الإستراتيجية بين المغرب والصين، التي أسست لها الزيارة الملكية، تقوم على أسس متينة، وثقة متبادلة، واتفاقيات للتعاون، وتتوخى إرساء شراكة اقتصادية مربحة للجانبين في عدد من القطاعات الواعدة، مثل الطاقة والتكنولوجيا والصناعة والخدمات والمالية.
أما الخبير الفرنسي في شؤون المتوسط، كريستوف شاسيني، فاعتبر أن الصين تنظر إلى المغرب، بحكم حضوره القوي في إفريقيا الغربية، كأرضية واعدة للاستثمار من خلال شراكة تعود بالنفع على الجانبين، مبرزا أن "إمبراطورية الوسط يمكن أن تستفيد من حضور عدد من المقاولات المغربية في بلدان إفريقيا الغربية".
وبعدما شدد على أهمية استثمارات المملكة وانعكاساتها على قطاعات واعدة كالقطاع المالي، والتأمينات، والأبناك، والاتصالات، والأشغال العمومية، أشار الخبير الفرنسي إلى أن الأمر يتعلق بقطاعات يمكن للمغرب أن يشكل فيها أرضية لتعزيز التعاون ثلاثي الأطراف يعود بالنفع على الجميع.

من جهة أخرى، أكد الخبير الفرنسي أن المملكة، التي تتمتع بموقع استراتيجي بين أوروبا وإفريقيا، تمكنت من الاستفادة من استقرارها السياسي وانفتاحها الاقتصادي لجلب استثمارات أجنبية هامة، خاصة في مجالات الأوفشورينغ والسيارات والطيران.

إرسال تعليق

 
Top