pregnancy

0
وسَط قُطب المواشي بالملتقى الدوليّ للفلاحة بمكناس حلبَة رمليّة على شكْل قاعة رياضية مُغطّاة، تُقَامُ فيها مسابقاتٌ منْ نوعٍ خاصٍّ، يُشرفُ عليْها حُكّام دوليون، وتتنافسُ فيها أبقارٌ وأغنامٌ وماعز، تحتَ أعين جمهورٍ عاشقٍ للأرض والفلاحة.
بيْن جنباتِ القاعة المحاطة بمدرّجات للجمهور، يتردّدُ صوْتُ هاشم العلوي المحمدي، الذي يعرفُه أغلبُ الفلاحين، من خلال أمواجِ إذاعة "ميدي 1" حيث يقدّم برنامج "مع الفلاح" منذ سنوات طوال، في السادسة والربع والسابعة إلا ربع.
صوتُ هاشم العلوي المحمدي، ذي الرّنّة الخاصّة، يُضفي على الحلبة الرملية التي تُقام بها مسابقات الأبقار والأغنام والماعز في الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس سحْرا خاصّا، ولا يدَعُ الملل يتسرّبُ إلى نفوس الجمهور، رغم أنّ المسابقة تطول لساعات.
وبالحماس الكبير الذي ينشّط به هاشم العلوي المحمدي فقرات مسابقات اختيار أجوَدِ ما في الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس من أبقار وأغنام وماعز، بالحماس ذاته يأتي العارضون من الفلاحين بحيواناتهم للمشاركة في المسابقة، أملا في تتويجٍ، وإنْ كان رمزيّا.
داخلَ القاعة المُحتضنة للمسابقة تُسمع مصطلحات من قبيل "الهولشتايْن" و "مونبليارد"، وأسماء أخرى كثيرة قدْ لا يفهم معناها الزائرُ غير المتخصّص في مجال تربية المواشي، لكنّ الفلاحين يعرفون معناها جيّدا، فـ"الهولشتاين" و "مونبليارد" هي أسماء لسلالات تتحدّر منها الأبقار والعجلات.
خلال المباراة الوطنية لتحسين النسل، زوال أمس الخميس، يتمّ اختيار عجلتيْن من كلّ مجموعة، تتأهّلان إلى المرحلة النهائية، والتي تتأهّل إليها ثمانُ عجلات من المجموعات الأربع، وفْق اختيار حكم دوليّ، وتُتوّج ثلاث عجلات في النهاية.
اختيار العجلات والبقرات الفائزات بالرتب الأولى والثانية والثالثة يتمّ بدقّة، من طرف حكم دوليّ يضعُ معايير محدّدة لبناء اختياره، فبالنسبة للبقرات فإن المعايير هي ألّا يشوب قوائمَها أيّ اعوجاج، وأنْ يكون حوضها واسعا، وضرعها كبيرا فضلا عن حجْم إنتاجها من الحليب.
حينَ يختارُ الحكمُ المشرف على المسابقة بقرةً أو عجلة ما، فهو يُعلّل قراره، "هذه العجلة تستحقّ أن تفوز بالمرتبة الأولى، لأنّها خالية من الشحوم، وهذا ما يجعلها قادرة على إعطاء كميات وافرة من الحليب"، يقولُ حكم أجنبيّ في تعليله لاختيار العجلة الفائزة بالرتبة الأولى في صنف العجلات الحوامل.
الأبقار والعجلات المشاركة في المسابقة تفقدُ أحيانا هدوءها، فتركض، وهو ما يجعلُ العمّال المكلّفين باستقدامها من الجناحات حيثُ تعرض يُكابدون عناء كبيرا، "غير بشوية عليها عافاك، راه العجلات الحوامل كايكونو شوية صعيبين"، يقول هاشم العلوي المحمدي، مخاطبا أحدَ العمّال وهو يحاول السيطرة على عجلة.
وكما هو الحالُ في جميع المسابقات، يظهرُ السرور جليّا على وجوه أصحاب البقرات والعجلات المتوّجة في المسابقة، ويظهرُ الإحباط على وجوه المقصيّات، وهنا يتدخل هاشم العلوي المحمدي لرفع معنويات "الخاسرين"، ويقول "من لم يفز فهذا لا يعني أنه أقصي، فهذه مباراة نهائية بقي فيها لبُّ اللبّ، ونحن نبحث عن لُبّ لُبّ اللبّ".
الحكم الذي أرشف على المباراة الوطنية لتحسين النسل، بالنسبة للعجلات الحوامل وغير الحوامل، قالَ حينَ أتمّ مهمّته "أشكر منظمي هذا المعرض، والفلاحة المشاركين، لقد زرت دولا كثيرة، وأنا سعيد بتواجدي في المغرب"، كلام الحكم الأجنبي رأى فيه هاشم العلوي المحمدي شهادة بنجاح الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس، فقال معلقا "هذا ليس غريبا على المغاربة، حيتْ كانخدمو وكانوصلو للنتائج اللي بغينا".
الحيوانات المتوّجة في المسابقات المخصّصة لها، تصعدُ على "البوديوم" كما يفعلُ الأبطال المتوجّون في المسابقات الرياضية، وتؤخذ معها صور تذكارية من طرف المنظمين، وتحصل على جائزة، قالَ صاحبُ بقرةٍ متوّجة إنها لا تتعدّى 3000 درهم، قبل أن يضيف "هادي غير جائزة رمزية وصافي، كانشدّوها وكانشريو بها شي بركة ديال العلف".

إرسال تعليق

 
Top