يبدو أن التحقيق الذي باشرته الحكومة بأوامر ملكية، في حادثة السير المفجعة التي وقعت مؤخرا بالقرب من مدينة طانطان، والتي أدت إلى مقتل 34 شخصا حرقا، لن يقف عند مسؤوليات وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك، بل سيطال وزارة الشباب والرياضة كذلك.
وحسب معطيات توصلت إليها خبر فاس، فإن رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران الذي يباشر شخصيا تتبع التحقيق في الفاجعة، طالب بالتحقيق مع جميع المتدخلين في الحادثة بما في ذلك وزارة الشباب والرياضة، التي كانت مشرفة على النشاط الرياضي الذي عاد منه الأطفال الذين لقوا حتفهم في الحداثة حرقا.
وتفيد ذات المعطيات التي توصلت إليها الجريدة، أن من شأن التحقيق الجاري، والذي ينتظره الرأي العام، أن يعرّي واقعا ظل لسنوات محطَّ تستُّرٍ من طرف وزارة الشباب والرياضة، وهو التأمين على الأطفال الذين يكون في عهدتها سواء في المخيمات أو في مثل هذه التظاهرات.
وفي هذا الاتجاه من شأن عدم تأمين هؤلاء الأطفال أن يسجَّل فضيحةً جديدة في تاريخ مديرية الرياضة بوزارة الشباب والرياضة، وهو ما يمكن أن يطيح بالعديد من الرؤوس داخل الوزارة التي دفع المسؤول الأول عنها سابقا محمد أوزين ثمن أخطاء التدبير داخلها بعد "فضيحة الكراطة" التي أعقبت مباراة لكرة القدم في الدورة الأخيرة لكأس العالم للأندية التي احتضنها المغرب.
من جهة ثانية ستشمل الأسئلة التي سيوجهها رجال وزير العدل والحريات مصطفى الرميد، ومحمد حصاد وزير الداخلية، المشرفين على التحقيق حول الأسباب التي جعلت المشرفين على الرحلة يبرمجونها ليلة واحدة دون توقف في الوقت الذي كان يمكن توفير رحالات عبر الطائرة، أو على الأقل برمجة فترات للراحة للأطفال خصوصا أن للوزارة مراكز للإيواء بكل من أكادير ومراكش.
وعلاقة بذات الموضوع طالب كل من فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب، وفريق التجمع الوطني للأحرار بعقد اجتماع للجنتي الداخلية والجماعات الترابية وسياسة المدينة، والبنيات الأساسية، بمجلس النواب، وذلك لمناقشة ظروف حادثة السير المروعة قصد الاطلاع على خلاصات التحقيق لتحديد المسؤوليات، وطالب الفريقان ضمن صفوف الأغلبية، بحضور كل من وزير الداخلية محمد حصاد ووزير النقل والتجهيز واللوجستيك عزيز رباح.
وكان رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران قد أبدى استعداد حكومته لتقديم استقالتها إذا ثبتت مسؤوليتها في حادثة السير المفجعة، بالقول "سنتحمل مسؤوليتنا كاملة، إذا أثبتت التحريات والتحقيقات الجارية مسؤوليتنا".
كما أبدى بنكيران، في هذا الصدد، "استعداد أي وزير من حكومته، أيّا كان، في حال ثبوت مسؤوليته، أن يقدم استقالته"، مضيفا أنه "إذا اقتضى أن يقدم رئيس الحكومة استقالته فسيفعل، أو اقتضى أن تقدم الحكومة كلها استقالتها فستفعل".
إرسال تعليق