pregnancy

0

بقلم حمزة حيمود
نعيمة فنو شاعرة وفنانة تشكيلية رسمت لنفسها اسما بحبر من ذهب داخل  الزخم الكبير من الأسماء الذي تعرفه الساحة الفنية بالمغرب ,تمزج  الكلمات و الألوان مخلفة لوحات شعرية فيها إبداع وتحرر من القيود. إن خانتها الكلمات احتضنتها اللوحات في  فضاء أوسع للإبداع الحر واللامحدود. تتخلى عن المتعة في الكتابة لتتبنى ألام ومعاناة الآخرين.
تعمل نعيمة فنو بالتدريس حاليا ولها مهام أخرى تتعدى نطاق الشعر والكتابة ,لكونها عضوة في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان. إلى جانب مشاركتها في إصدارين أدبيين لشعراء من العالم العربي."انفلاتات" و " مراتيج باب البحر" ,و لها ديوان شعري بعنوان "عينان في جمجمة مقمرة" .
كيف تتمكنين من التنسيق بين العمل الجمعوي وعملك بالتدريس وبين الشعر والفن التشكيلي ؟ 
بالنسبة للشعر والفن التشكيلي هي أمور فطرية لا نتحكم بها بقدر ما هي تتحكم بنا. وشيء طبيعي أن المرأة بطبعها تتمسك بخيوط العنكبوت بكل ما يحيط بها. شيء من الشعر والكتابة و شيء من الفن التشكيلي أرسم القصيدة وأكتب اللوحة.  وعملي بالتدريس واجب ولا أعتبره مهنة, في حين ألبي نداء الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بين الحين والآخر والذي أعتبره ضرورة محتمة في ظل الدفاع عن القيم الإنسانية للمجتمع.
وصفتي الكتابة  بالمرض الجميل... كيف ذلك؟
لا أجد سبيلا غير الكتابة أو الريشة للإطلالة على العالم الخارجي. فالكاتب بطبعه كائن حساس له القدرة على تخيل أمور استثنائية كما لو كانت لديه عين ثالثة أو حاسة سادسة. يرى الأشياء بمنظور آخر وبظلال أخرى.
لهذا شبهتها بالمرض الجميل الذي لا أتمنى الشفاء منه. حاجتي إلى الكتابة ضرورة قصوى تملئها الرعشة والحب إزاء القصيدة. أشرت إلى هذه الأهمية في ديواني الشعري "عينان في جمجمة مقمرة" لكونها ارتداء لآلام الآخرين. قلمي حقنة أدرينالين لمعاناة الآخر. فالكتابة تعزلني عن العالم الخارجي متحملة عبأ أكبر من جسدي. كما لو كنت  عازفا وحيدا  خارج الفرقة.
مواضيع قصائدك تتنوع  باستمرار ماهي المعايير التي توظفينها لانتقائها ؟
مواضيع قصائدي لا تبتعد كثيرا عن الوطن والآم والشهداء. مادام الكون يثيرني لن تخذلني الريشة فقصائدي وليدة رحم المعاناة فلا أعتبر الكتابة متعة بقدر ماهي ألم. القلم أمانة وقضية قبل محاكاة الذات لذلك أبتعد عن كل ما يدخل في إطار شعر السرير والحب واللقاءات الثنائية... قلمي سخرته لمشاطرة هموم الآخرين... فالشعر خلق ليحيا. والقصيدة إذا ظلت حبيسة الديوان تموت شيئا فشيئا وإذا زرعناها كبدرة وتقاسمناها مع الآخر... تنبت وتستمر.
قصائدك مشحونة بأحاسيس وصراعات داخلية بين الخيال والواقع ما السر في ذلك؟
أثناء كتابتي للقصائد أحس كما لو كان الشوك يخرج من بين أصابعي وليست حروفا أو كلمات. في غالب الأحيان تنتابني نوبات بكاء كما لو كانت القصيدة جسدا غريبا يحتويني .
منذ سنوات وأنت تشتغلين على هذا النوع من القصائد الشعرية – قصائد الشعر الفصيح. هل ساهم ذلك في تطويرك كشاعرة ؟
أكتب بكثرة ولا أملك سوى ديوان واحد... الشاعر يتطور باستمرار وتزداد مسؤوليته يوما بعد يوم. أقر أني كتبت عشرات القصائد و مزقتها وأحرقتها وأعدت الكرة من جديد. فليس كل ما يكتب يقرأ.
مراكش مدينة ثقافية بامتياز، هل تجدين الفرصة المثالية لإظهار هذه النوعية الفريدة للجمهور، في ظل ندرة التظاهرات الثقافية التي تهتم بالشعر والشعراء ؟
تخصصي قصيدة النثر. وكتاباتي فيها عمق فلسفي، أحاول أن أوصله للقارئ بلغة بسيطة وبمعنى أعمق.
و لأنال انتباه القارئ قررت أن أكتب ديواني الثاني الذي أستعد لنشره مستقبلا، على أن يكون عبارة عن شذرات قصيرة قادرة على كسب ثقة المتلقي.
 للآسف الثقافة في المغرب لا تحظى باهتمام كبير, ونتوسم خيرا في قادم الأيام.
سؤال في النهاية. السنوات الأخيرة عرفت تتويجك بجائزة الإبداع الأدبي التي نظمتها القناة الثانية... هل للجوائز تأثير في مردود الشاعر؟
لأكون صريحة, الجوائز لا تصنع الشاعر. وإنما يبحث عن ود المتلقي وأن يصل صوته إلى أبعد قارئ. هذا ما تخوله القنوات التلفزية للمبدع, ولكنها ليست بالطريقة المثلى لتتويج عمل الشاعر أو الكاتب .

إرسال تعليق

 
Top