تتابع
جماعة العدل والإحسان الاستحقاقات التشريعية ليومه الجمعة بكثير من الترقب؛ فبعد
أن أكدت على قرارها الداعي إلى مقاطعة العملية الانتخابية، سعت إلى إقناع أكبر
شريحة ممكنة بتصورها للانتخابات، خاصة خلال الحملة الانتخابية التي حرصت في خضمها
على إصدار بلاغات وبيانات تدعو إلى مقاطعة الانتخابات.
وفي وثيقة أصدرتها الجماعة اليوم
الجمعة عنونتها بـ"انتخابات المهزلة.. مقاطعة شعبية وخروقات بالجملة"،
اعتمدت على الأرقام التي كشفت عنها وزارة الداخلية، والتي كشفت أن نسب التصويت
وصلت إلى حدود الساعة الثانية عشرة زوالا إلى 10 في المائة؛ وهو ما اعتبرته العدل
والإحسان "عزوفا ظاهرا للمواطنين عن مراكز التصويت.. كما سجل شهود عيان حركة
رتيبة لمواطنين"، حسب الجهة نفسها.
النسبة المعلن عنها، التي تقل عن
النسبة المسجلة في التوقيت نفسه في انتخابات 2011 (حوالي 11.5 في المائة)،
اعتبرتها العدل والإحسان ضعيفة وغير جيدة، و"لا يتوقع ارتفاعها بشكل كبير بعد
صلاة الجمعة وقبيل إغلاق المكاتب".
الجماعة رسمت واقعا يليق بتصورها
للعملية الانتخابية، بعدما زادت في وثيقتها أن "هذا يؤكد خيار مقاطعة الشعب
لهذه المهزلة، خاصة في ظل الخروقات السافرة التي تناقلتها مواقع التواصل
الاجتماعي؛ من بينها نقل المواطنين قسرا من الدواوير إلى مكاتب التصويت، وعدم
التأكد من هوية الناخبين في بعض مكاتب التصويت، وتوزيع المال على المواطنين،
وتجوال أعوان السلطة بين المنازل وممارستهم ضغوطات على الناس للذهاب للتصويت، وعدم
استعمال الحبر في بعض المكاتب"، تضيف الجماعة التي خلصت إلى أنه تبين لها
"أن العملية الانتخابية تسير على نهج سابقاتها، التي أثبتت بالملموس خيار
المقاطعة واستخدام مختلف الوسائل الفاسدة لإضفاء الشرعية وتكريس الاستبداد".
وانتقدت الهيئة ذاتها ما عنونته
"خطب الجمعة.. حين تستغل قداسة المناسبة لشرعنة عبث السياسة"، موضحة أن
خطباء وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وظفوا خطبة الجمعة للدعاية للانتخابات،
"بعد أن أطلقوا صرخاتهم في وجه المصلين الذين حضروا لأداء الفريضة الأسبوعية،
وتعبئتهم للهبوب إلى مراكز الاقتراع لأداء واجبهم الوطني، بالإدلاء بأصواتهم في
مهزلة الديمقراطية المزيفة، وتخويفهم من العقاب الأخروي لمن يكتم الشهادة ويتخلف
عن مسؤوليته"، تقول الجماعة.
واستنكرت الجهة ذاتها أن
"العديد من الأحزاب والشخصيات طالما نددت بـ"الخلط بين الدين
والسياسة"، وبـ"توظيف الدين من أجل بلوغ مآرب سياسية أرضية"...
ولكن يبدو بأن كل هذه التنديدات تتلاشى حين يتعلق الأمر بمصلحة المخزن الحريص على
استرجاع مصداقيته الضائعة بكثافة المشاركة، وبمصلحة الأحزاب الساعية إلى حصد ما
تستطيعه من مقاعد".
إرسال تعليق