أنس بزيط – خبر فاس
الإنسان (التعريف العلمي: Homo sapiens) هو الكائن الحي الوحيد
المتبقي من الإنسان العاقل جنس الهومو (الأناسي)، فرع من قبيلة أشباه البشر، التي تنتمي
إلى فصيلة القردة العليا وهو العاقل الوحيد، الذي يمتلك خلافاً لبقية الحيوانات على
الأرض دماغ عالي التطور، قادر على التفكير المجرد واستخدام اللغة والنطق والتفكير الداخلي
الذاتي وإعطاء حلول للمشاكل التي يواجهها الإنسان. ليس هذا فحسب بل أن الإنسان يمتلك
جسماً منتصباً ذا أطراف مفصلية علوية وسفلية يسهل تحريكها وتعمل بالتناسق التام مع
الدماغ وهي خاصية تجعل من الإنسان الكائن الحي الوحيد على البسيطة الذي يستطيع توظيف
قدراته العقلية والجسمية لصناعة الأدوات الدقيقة وغير الدقيقة التي يحتاجها.
أظهرت دراسة الأحفوريات وتحليل الحمض النووي
للمتقدرات أدلة تشير إلى أن الإنسان الحديث كان في أفريقيا قبل حوالي 200 ألف عام.
الآن يستوطن البشر كل القارات ومدارات الأرض المنخفضة بعدد إجمالي يصل إلى 7,3 مليار
نسمة وذلك بحسب إحصائية 2013.
الإنسان مثل معظم الرئيسيات العليا كائن اجتماعي
بطبعه. ولكنه بشكل فريد بارع في استخدام نظم التواصل للتعبير عن الذات وتبادل الأفكار
والتنظيم. كذلك يقوم الإنسان بتنظيم هياكل اجتماعية معقدة بالمشاركة مع مجموعات متعاونة
ومتنافسة، بدءًا من تأسيس العائلات وانتهاء بالأمم. التفاعل الاجتماعي بين البشر أسفر
عن ظهور عدد واسع ومتنوع من المعايير الأخلاقية والقيم الاجتماعية والطقوس الدينية
التي تشكل عملياً أساس كل مجتمع إنساني. كذلك يتميز الإنسان بحسه الجمالي وتقديره وتذوقه
للجمال وهو ما يبعث في الإنسان الحاجة للتعبير عن الذات والإبداع الثقافي في الفن والأدب
والموسيقى. ومن المعروف عن البشر أيضاً رغبتهم في الفهم والتأثير على محيطهم البيئي
وحاجتهم للبحث والاستفسار عن الظواهر الطبيعية، ومحاولة فهمها ومعرفة القوانين التي
تضبطها، من هنا ظهر الدين والمثولوجيا والفلسفة والعلوم. ويتميز الإنسان بالنظر للأمور
بنوع من الفضول والتبصر أدى به إلى اختراع الأدوات الدقيقة وتطوير مهاراته، ونقلها
للآخرين عن طريق التبادل الثقافي. إضافة إلى ذلك يعتبر الإنسان الكائن الحي الوحيد
الذي يقوم بإشعال النيران وطهي طعامه، والكائن الحي الوحيد الذي يقوم بارتداء الملابس
وابتكاره للعديد من التقنيات التي تساعده على زيادة فعالية ما يقوم به من أعمال.
أصل
الإنسان ونشأته
يؤمن معتنقي الديانات -خاصة السماوية- بأن
الله قد خلق الإنسان على هيئته الحالية، بينما تفترض نظرية التطور أنه تطور لحيوانات
سابقة على وجوده.
بحسب نظرية التطور
تعتمد نظرية التطور على التفسیر العلمي وعلى
الحفريات والتجارب المقارنة والدراسات الجينية. والإنسان حسب هذه النظریة ذو علاقة
قریبة بالقردة العلیا مثل الشمبانزي والبونوبو والغوریللا والأورانج أوتان، إذ یقدر
العلماء بأنه کان هناك جد مشترك للإنسان مع الشمبانزي قبل زهاء 6 ملایین سنة قبل الآن
في القارة الأفریقیة. الإنسان ككائن حي له صفات عدیدة مشترکة مع الثدیيات الأخرى، مثل
وجود العمود الفقري والثدیین والدماغ (رغم کبر وتعقید دماغ الإنسان الکبیر) والأرجل
والأذرع والیدین بالإضافة إلى وجود الحمض النووي والمیتوکوندریا وغیرها من التشابهات
الکثیرة الأخرى. الدراسات العلمية التي تتناول التاريخ التطوري للإنسان تشمل كل ما
يتعلق بجنس لإنسان (Homo sapiens) لكن
الدراسات عادة ما تتوسع وترتبط بدراسة الرئيسيات مثل القردة العليا والهومونينسفي محاولة
منها لمعرفة أقرب أجداد البشر في السلم التطوري.
يطلق دارسو الأنثروبولوجيا على الإنسان الحديث
نوع الإنسان العاقل. وهو المتبقي الوحيد من جنس الإنسان العاقل. والإنسان العاقل البالغ
الآخر هو من جنس الإنسان العاقل النيدرتالي وهو جنس منقرض قبل حوالي 30 ألف عام حيث
كان يصنف كجنس الإنسان العاقل النياندرتالي.
خلق الإنسان بحسب الديانات الإبراهيمية
يعتقد المؤمنون بالإديان الإبراهيمية وبعض
الأديان الأخرى بإن الله عز وجل قد خلق جسم الإنسان بکافة تفاصیله من الطین، ثم قام
بنفخ الروح فیه باعتبار أن الإنسان حسب المنظور الدیني یتکون من الجسد والروح. فوفق
الدیانة الیهودیة نجد التأکید على ذلك من خلال قصة الخلق في سفر التكوين. كذلك في الإسلام
ورد ذكر الخلق في القرآن الكريم بأن الله قد خلق الإنسان (آدم) من الطین (الحمأ المسنون)
کالصلصال أو کالفخار ثم قام بنفخ الروح فیه، ثم قام الله بخلق الأنثى (حواء) من الضلع
الأعوج لآدم (وهذا مختلف فيه). وتقول الکتب المقدسة المسیحیة واليهودية بأن أول مخلوقین
(آدم وحواء) کانا یسکنان الجنة. ثم لم یلتزما بتعلیمات الله بعدم الأکل من شجرة معینة
في الجنة فقاما بالأكل منها.
وبذلك يكونان قد عصیا أوامر الله فطردهما الله من الجنة، ونزلا إلى الأرض جزاء عصیانهما
الله.
إرسال تعليق