رجب طيب أردوغان ، الرجل الذي صمد قبل أيام في وجه
الانقلاب العسكري الفاشل بسبب إيمان شعب تركيا بالشرعية و الديمقراطية و صناديق الاقتراع
، هذا الرجل الذي عرف بمواقفه الثابتة و الجريئة خرج في حوار صحفي مؤخرا ليدعم
المغرب في قضية وحدته الترابية و ليعبر للعالم أجمع أن تركيا كانت و ستظل مع قضايا
المغاربة العادلة.
فخلال تصريح أدلى به مؤخرا الرئيس التركي لصحيفة
"تامورت" الناطقة باللغة الفرنسية أعلن من خلاله و بشكل واضح و صريح
موقف بلاده الرسمي بخصوص قضية الصحراء المغربية و هو الأمر الذي لم يرق للجارة
الشرقية التي كانت تمني النفس بنجاح الانقلاب في تركيا.
و دعا طيب رجب أردوغان خلال تصريحه إلى
محاربة التطرف و الٍإرهاب و الحركات التي تهدد أمن و استقرار الشعوب مستدلا بعدد
منها و في مقدمتها "جبهة البولي ساريو" التي اعتبرها "كيانا
إرهابيا يهدف لتشتيت استقرار دول المنطقة و منبعا لتفريخ المتطرفين في منطقة حساسة
مما يشكل تهديدا لأمن شمال إفريقيا".
وأعرب الرئيس التركي خلال تصريحه عن دعمه المُطلق
للمغرب إيمانا منه بعدالة قضيته و اقتناعه الشديد باستقرار المغرب و شعوب المنطقة
، منتقدا في الوقت ذاته حكام العسكر الجزائريين الذين يدعمون تنظيما يهدف لزعزعة
أمن و استقرار المنطقة.
وأضاف أردوغان أن "البولي ساريو تشكل تهديدا
مستمرا لمنطقة شمال إفريقيا" ، داعيا جميع القوى الحية في العالم إلى محاربة
هذا التنظيم الذي لا يحظى بالإجماع حتى في داخل المخيمات رغم كل الدعم الذي تقدمه
الجزائر و بعض الدول الداعمة لأهداف خاصة.
و واصل رجب طيب أردوغان تصريحاته القوية
و الجريئة بدعوته المجتمع الدولي لدعم المغرب من أجل تجنيب المنطقة صراعا عسكريا
سيخدم الإرهابيين بشمال افريقيا مما قد يهدد حتى باقي دول العالم.
هذا و تجدر الإشارة إلى أن أردوغان يحظى بشعبية
كبيرة في المغرب لدرجة أن غالبية المغاربة و بمجرد تناهي خبر الانقلاب العسكري على
الشرعية في تركيا إلى مسامعهم حتى سارع الملايين من المغاربة للتنديد بهذا الأمر
في صفحات مواقع التواصل الاجتماعي فضلا عن تغيير صور بروفايلاتهم و استبدالها
بصورة أردوغان.
و من بين الاسباب التي ضاعفت شعبية رئيس تركيا وسط المغاربة
هو دفاعه المستميث عن قضايا المغرب العادلة و منها قضية الصحراء حيث يصر دائما على
دعم المغرب في هذا الجانب و هو موقف شجاع يحسب للرجل الذي نجح في إفشال مخطط
الانقلاب العسكري عليه من خلال دعوته الأتراك للخروج قاطبة للشوارع دفاعا عن
الديمقراطية و الشرعية.
إرسال تعليق