تناقلت عدد من الصحف والمواقع خلال الأسبوع المنصرم , نبأ تفجير أحد المستشارين الجماعيين بجماعة سلا خلال الدورة , لفضيحة دفن جثامين عدد من المواطنين في مطرح للنفايات محاد لمقبرة سيدي الضاوي بمقاطعة احصين , والتي أشرفت على نفاذ المساحات المخصصة للدفن .
هذا وقد أضاف نفس المستشار , على أن أزمة المقابر جعلت السكان يحفرون وسط القمامة لإعداد مكان لدفن ذويهم , فينبشون القبور القديمة ويتخلصون من الرفات لإعداد قبور مشتركة تضم أكثر من جثة عوض واحدة نظرا لإنعدام أماكن الدفن عدا مقبرة سيدي بلعباس التي تمت توسعتها بعد طرد الأموات القدامى , وقد وجه المستشار النقد اللاذع لمسؤولي المدينة وللمنتخبين مؤكدا أن تقريرا في الموضوع رفع إلى السيد عامل المدينة محذرا من هاته الأزمة التي إنطلقت منذ سنة 2003, وأدرج في ملاحظاته مثالا لأسرة يقول على أنها إضطرت إلى العودة بالجنازة إلى منزلها للإحتفاظ بالجثة ليلة إضافية في إنتظار العثور على مدفن لجثمان فقيدها .
لم تكن هبة بريس أمام هذا الوصف اللاإنساني الذي يحز في النفس ويسيئ بشكل كبير لحرمة الأموات قبل أن يمس بتدبير السادة المنتخبين لشؤون من صوتوا عليهم , بمنئ عن النبش في وقائعه لإجلاء حقيقة ما تم ذكره , حيث تم ربط الإتصال مباشرة بالسيد رئيس مقاطعة احصين بسلا " يوسف الغربي " والسيدة نائبة عمدة سلا " حليمة اشويكة " المكلفة بتدبير القطاع والسيد حارس المقبرة التي نعت جزء منها بمطرح للنفايات مكان دفن بعض الجثامين حسب رواية المستشار المذكور , وعند المعاينة والتقصي أجرينا حوارا معمقا , تم من خلاله تسليط الضوء على النازلة :
السيدة نائبة العمدة - حليمة اشويكة -عبرت في بداية حديثها لهبة بريس عن إستغرابها لما تم الترويج له على لسان المستشار من طرف بعض الصحف والمواقع دون العودة إلى المسؤولين المحليين لإثبات مرجعية الخبر , كما شددت على إجراء الحوار بعين المكان بالمقبرة قصدا منها لمعاينته والوقوف عن كثب على حقيقة ما قالت عنه أنه إدعاءات عارية تماما من الصحة , نافية أن يكون قد وصل إلى علمها يوما ما أن جثامين سبق وأن عرتها سيول الأمطار أو جرفت هياكل عظمية وأصبحت ظاهرة للعيان كما تم الحديث عنه بدون قرائن , معترفة في نفس الوقت بكون مقبرة سيدي الضاوي شارفت على الإمتلاء, مما يجعل الجماعة تفكر في إنهاء خدمة عدد من المقابر , والإقتصار على المقابر التي لازالت قادرة على إستيعاب دفن الأموات لسقف زمني حددته نائبة العمدة في ست سنوات مقبلة , مضيفة أن السيد رئيس المقاطعة رد على هاته الإدعاءات التي تبنتها فرق المعارضة دونما أي سند , وأصدر في نفس الوقت بيانا -تسلمت هبة بريس نسخة منه - يبين من خلاله حقيقة الوضع .
في معرض جوابه عن الموضوع , ركز السيد يوسف الغربي رئيس مقاطعة احصين , مكان تواجد المقبرة المعنية بالخبر , أنه وجب التفكير مليا في إيجاد حل لإنجاز مقابر تتسع لاعداد الوفيات لسنوات قادمة , لان امر إنهاء خدمات بعض المقابر الحالية أمر وارد , حيث أنه تم إهمال هذا الأمر فيما سبق من الأعوام , مما أثقل كاهل المجلس الحالي , وكشف -الغربي - عن مقترح إنجاز مقبرة حديثة نموذجية بمواصفات عالية في التدبير والتسيير لإكرام أموات مسلمي هاته المدينة , مشيرا إلى ان ماتم الترويج له من تضخيم وتهويل الوضع ماهو إلا مزايدة حقيقية , فلا يعقل - يضيف الغربي - أن يتم السكوت أو غض الطرف عن حكاية دفن جثة فوق اخرى , بل حتى المواطنين لن يرضوا بمثل هاته الأعمال المشينة وسيبلغون حتما عنها , الأمر غير وارد مادامت مكاتب الجماعات أو الوكلاء لم يتوصلوا بشكايات في الأمر, مشيرا إلى أن مقبرة سيدي الضاوي لها تاريخ , وكانت تجاورها منطقة عشوائية لرمي النفايات , إلى أن تم ترميمها في حقبة سابقة وكسائها بحزمة من الأتربة وصلت عمقها غلى متر ونصف لتعزيز مساحة المقبرة قصد التوسعة , مع مراعاة أصول الدفن المعمول بها وطنيا
, نافيا في نفس الوقت أن يكون الدفن في المزبلة , أو بلغ إلى علمه إنكشاف القبور وظهور الهياكل , وقد عمل المنتخبون السابق على إدخال بعض التحسينات كتسهيل العبور بإنشاء معبر مسلح بالإسمنت , وسورا واقيا بالمدخل السفلي للمقبرة للحيلولة دون تسرب المياه .
حارس المقبرة بدوره قدم لهبة بريس شهادته المتعلقة بنفيه لمزاعم دفن الجثامين بالمزبلة , أو تعري بعض المقابر أو ظهور بعض الهياكل العظمية , نافيا أيضا قصة عودة أحد الأسر بجنازتهم الي منزلهم إلى اليوم الموالي لعدم الحصول على مكان للدفن .
السيد رئيس المقاطعة - الغربي - أشار على أن المصالح الإدارية المركزية التابعة لوزارة الداخلية , بدورها أولت الموضوع إهتماما بالغا قبل أن تتم مراسلتها من لدن الجماعة , وعاينت المقبرة قبل نشر الصحف لتلكم الإفتراءات , وتأكدوا من عدم جديتها.
تابعوا ردود المسؤولين المنتخبين حول الموضوع بالفيديو الموالي :
إرسال تعليق