لم تعد شريحةٌ من المغاربة تفردُ وقتًا طويلًا لطهيِ طعامها، ولا هي ظلَّت تلزمُ أطباقًا تقليديَّة تتحلقُ حولها مع العائلة، ذلكَ أنَّ عددًا متزايدًا منها صار يقبلُ على أكلاتٍ المطاعم العالميَّة الآخذة في تعزيز حضُورها بمدن المملكة.
الإقبال المغربيُّ على سلسلة المطاعم العالميَّة كان حافزًا لمجموعة "كويكْ" الفرنسيَّة على المجيء إلى المغرب، واعتزامها فتح مطعمين لها في المملكة خلال الأشهر الستَّة القادمة، وذلك بالدار البيضاء والرباط، وبالرُّغم من وجُود منافسَة بالسُّوق ترى المجموعة أنَّ الزبناء لا يزالُون في حالة نهمٍ تفسح المجال لوجباتها.
مجموعة "بوركرْ كينغْ"، التي قدمت بالكاد سنة 2011 إلى المغرب، استطَاعت أن تحقق نجاحًا في فترة وجيزة، وقدْ باتت تتوفر اليوم على سبعة مطاعم في مدن مختلفة، وسط طموح إلى رفع عدد المطاعم التابعة لها بالمملكة إلى 22 بحلُول عام 2018.
أمَّا "ماكدُونالدْ"، التي دخلت المغرب عام 1992، فأمكنها أن تظلَّ مستأثرة بحصَّة الأسد من سوق الوجبات السريعة بالمملكة عبر 39 مطعمًا، فيما تنوِي رفعها لتصل إلى 50 في السنوات الثلاث القادمَة.. علمًا أنَّ مجموعتيْ "كنتاكِي" و"طازج" تواصلانِ أيضًا جلب زبناء جدد إلى محلاتهمَا.
ووفقًا لما ذكرتهُ مجلَّة "جون أفريك" الفرنسيَّة فإنَّ المغرب من أكثر الدُّول التي تضمُّ اليوم مطاعم عالميَّة، بخلاف الجزائر وتونس التي لم يجر الترخيص فيها لـ"ماكدُونالد"، في الوقت الذِي لا زالْ مجموعات عالميَّة ترتبُ للاستقرار بالبلاد وفتح فروعٍ لتواجدها بـ"الخضراء"، مستفيدة في ذلك من المناخ السياسي بعد فشلها في الدخول على عهد الإدارة الاقتصاديَّة لزين العابدين بنعلي.
وتراهنُ المطاعم العالميَّة في الدول الإسلاميَّة على علامة "حلال" باعتبارها فارقةً لدى المستهلكِين، ما جعل عددًا من الفاعلين ضمن القطاع يعلنُون الخبز المستعمل حلالًا ويطلقُ عروضًا تنهلُ من المطبخ العربي.. موازاةً مع إطلاق حملاتٍ إشهاريَّة لاحتواء نداءات المقاطعَة.
في غضون ذلك، تنبهُ تقاريرُ طبيَّة إلى إفضاء الإقبال بنهم على الأكلات السريعة لتزايد معدلات البدانة وسط السُّكان، وما يلي ذلك من إشكالات صحيَّة، في الوقت الذِي تردُّ بعض الأصوات بكون الانخراط في مسار العولمَة ضريبةً يتوجبُ دفعها، فضْلًا عن تغير إيقاع حياة المغاربة بسبب العمل وتطور البعد الاجتماعِي، الأمر الذِي أضحى معه من الصعب تأمين طقُوس الطعام المغربي كما كان عليه الحالُ خلال السنوات والعقود والقرون السالفة.
إرسال تعليق