pregnancy

0
قال الدكتور إبراهيم اسعيدي، الخبير في شؤون الحلف الأطلسي والسياسات الدفاعية والأمنية بالعالم العربي، إن طائرات "إف 16" تعتبر من بين الطائرات الأمريكية الأكثر تطورا في العالم، وتمثل جوهر العملية العسكرية المتقدمة التي تقوم بالحروب الإلكترونية عن بُعد، ودون احتكاك مباشر مع العدو.
وأورد اسعيدي، وهو أستاذ بجامعة قطر، في حديث مع هسبريس، معلقا على حادثة سقوط طائرة "إف 16" المغربية على يد جماعة الحوثيين باليمن، أنها طائرة ذكية تتميز عن طائرات "رافال" الفرنسية، بقدرتها الفائقة على الاعتراض والقصف التكتيكي، وإصابة الأهداف العسكرية للعدو بطريقة دقيقة و"جراحية"، بحسب اللغة العسكرية.
وزاد المحلل بأنه على المستوى التكنولوجي، تتميز طائرات "إف16" بتفوقها في الحروب الإلكترونية الذكية، اعتمادا على أنظمة تساعدها على عدم التقاطها من طرف رادارات العدو، عبر تقنية التشويش على أنظمة الرصد"، مشيرا إلى أنه "ليس من السهل على المضادات الجوية للعدو إسقاط هذه الطائرات".
وأكمل اسعيدي بأنه إذا كانت طائرات إف 16 تمثل قمة التكنولوجيا العسكرية الأمريكية، وتعطي لمن يمتلكها قوة إستراتيجية كبيرة في الحروب، يحق التساؤل حينها عن أسباب سقوط إحدى هذه الطائرات بفعل مضادات جوية من طرف "عدو" يعتمد على حب عصابات، ولا يمتلك أسلحة كمتطورة، في إشارة إلى الحوثيين باليمن.
سياسة التسلح
وللجواب عن هذا التساؤل، يعالج الخبير المغربي مسألتين اثنتين، الأولى تتعلق بمدى إمكانية اقتناء المغرب لطائرات "إف 16" من الدرجة الثانية، أو الثالثة أو حتى الرابعة من هذا الطراز من الىليات الجوية المتطورة والذكية، وهي النسخ التي قد لا تتوفر فيها بعض المميزات والخصائص التكنولوجية المتقدمة.
ولفت اسعيدي إلى أن "النسخة الأولى من طائرات الـF16 احتفظت بها الولايات المتحدة الأمريكية لنفسها، كما أنها أمدتها إلى الكيان الإسرائيلي"، فيما ابتاعت نسخا أقل تطورا إلى عد من حلفائها، ومن بينهم بعض الدول العربية"، مبرزا أن "هذا الأمر يطرح سؤالا بخصوص سياسة التسلح بالمغرب".
ويشرح المحلل بأن المغرب تخلى عن طائرات "رافال" الفرنسية، وأقبل على شراء طائرات "إف 16" الأمريكية، لكن التجربة أثبتت أن هذه الطائرات ليست بتلك الأسطورة التكنولوجية التي أحيطت بها، وذلك عندما أسقطت "داعش" طائرة الطيار الأردني، الكساسبة، وأيضا عند إسقاط الطائرة المغربية باليمن.
ويطرح هذا الوضع، يضيف اسعيدي، ملف سياسة التسلح من طرف المغرب، وإلى أي حد تسير مفاوضاته في امتلاك نسخ جيدة من طائرات إف 16، لافتا أيضا إلى أن إسقاط هذه الطارئة يسيء من جهة أخرى إلى سمعة هذا الطراز من الآليات العسكرية الجوية، ويسيء إلى التكنولوجية الأمريكية الحديثة.
علوّ منخفض
والملاحظة الثانية التي رصدها اسعيدي، متحدثا إلى هسبريس، تتمثل في أنه إذا كان الحوثيون هم من أسقطوا الطائرة المغربية، فإن هذا يعني حتما أن هذه الطائرة كانت تسير على ارتفاع منخفض جدا، فكان من السهل أن يُسقط نظام الدفاع الجوي الذي يُحمل على الكتف، ويُطلق من الأرض، أن هذا النوع من الطائرات.
وأشار الخبير في شؤون الحلف الأطلسي والسياسات الدفاعية والأمنية بالعالم العربي إلى أن سير الطائرة المغربية على علو منخفض، يعني أنها كانت تطير بسرعة بطيئة، ما يعرضها إلى قنص أنظمة الدفاع الجوي، أو صواريخ "صام"، التي من المفترض أن الحوثيين يمتلكونها، استنادا إلى ما توفره لهم إيران من صواريخ قصيرة المدى.
وبخصوص مآلات الحرب في اليمن، شدد اسعيدي على أنه "لا يمكن إضعاف القدرات العسكرية لمقاتلي جماعة الحوثيين باليمن، وتحقيق نوع من تغيير اتجاه المعركة، عن طريق القصف الجوي فقط"، لافتا إلى "عدم تحقيق عملية "عاصفة الحزم" لكافة أهدافها العسكرية في اليمن".
ويشرح اسعيدي بأن العملية العسكرية، التي قادتها السعودية ضمن تحالف يضم 10 بلدان عربية وإسلامية، لم تضعف قدرات الحوثيين إلى درجة أن تدفعهم نحو الحل السياسي"، معللا ذلك بأن "الأمر لا يتعلق بنظام أو جيش، بل بميليشيات وجماعة مسلحة لا تمتلك منطق الدولة".
وذهب المحلل إلى أن الحرب الجوية التي تم شنها ضد الحوثيين باليمن تواجه صعوبات في تحقيق أهدافها، ما يطرح احتمال اللجوء إلى الحرب البرية لاستكمال تلك الأهداف"، قبل أن يؤكد أن هذا الخيار قد يشكل حرب استنزاف بخصوص القوات المغربية، لأنها حرب لن تكون سريعة، بل قد تدوم أسابيع وشهورا".

إرسال تعليق

 
Top