في عمليَّة نوعيَّة، تمكَّنتْ الشرطَة الأوروبيَّة "الأورُوبُولْ" في نطاق تعاونٍ مع الحرس المدني الإسباني والشرطة البلجيكيَّة من تفكيك شبكة للاتجار بالبشر، كانتْ تعمدُ معها مافيَا منظمَة إلى استغلال مومسَات مغربيَّات وأخريَات منْ رومانيَا عبر استعبادِهنَّ جنسيًّا ومصادرة حريتهن.
ووفقًا لمعطيات رشحَت عنْ تفكيك الشبكَة، فإنَّ زعيمها الذِي كان يقودُ تجارة في البشر، جرى توقيفهُ بادئ الأمر في كوستا ديلْ سُول، في بلديَّة "تيريمولينُوسْ"، فِي الجنُوب الإسبانِي، قبل أنْ يتم اعتقال أعضاء آخرين من قبل الشرطَة في بلجيكَا.
وأورد محققُون بلجيكيُّون وإسبان أنَّ الشبكة التي كانت تعملُ على الاتجار في البشر، ظلَّت تمارسُ طرقًا قمعيَّة في استرقاق نساء مغربيَّات ورُومانيَّات، وذلك من خلال إرغامهنَّ على تقديم خدمات جنسيَّة للزبناء المستهدفين عن طريق العنف.
وبحسب المعطيات ذاتها، فإنَّ المومسات اللائي كان يجرِي استغلالُهنَّ جنسيًّا، بقين تحت حراسة مشددة لا قبل لهنَّ معها على أنْ يخرجن أو يتجولنَ بحريَّة، كمَا كنَّ يلقين صنوفًا من الاعتدَاء الجسدِي، في سبِيل دفعهنَّ إلى تقديم الرغبات التي يستفيدُ زعماء المافيا من عائداتها.
ولولا تفكيكها، كانت شبكة الاتجار في البشر الأوروبيَّة تنوِي توسيع أنشطتها خارج بلجيكا لتشمل مدنًا أخرى سياحيَّة في إسبانيا مثل برشلونة وجزيرة إبيزا، إضافة إلى الدانمارك.
في غضُون ذلك، كانت شهادةٌ مريعة من فتاة مغربيَّة جرى استغلالها مؤشر الاهتداء إلى أفراد المافيا، وذلكَ على إثر تقديمهَا شكايةً في الموضوع بمدينة أنفيرسْ، كشفتْ فيها عن التعرض لأشكال بشعة من التعذيب وقدْ أطفئت كثيرٌ من أعقاب السجائر على مناطِق مختلفة من بدنها.
أمَّا الزبناء فكان يجرِي جلبهم عنْ طريق استخدام الانترنت، بحسب ما ذكرتْ مصادر إعلاميَّة، أفادتْ أنَّ المافيا وصلتْ في ممارسة ضغوطها على المومسات المغربيَّات والرومانيَّات حدَّ تركهن دُون طعَام في سبِيل إجبارهن.
في غضون ذلك، كانت أزيد من مائة جمعيَّة في أوروبا قدْ أطلقت في وقتٍ سابق الشبكَة الأوروبيَّة الموحدَة لمكافحَة الاتجَار بالبشر، فيما اتجهت فرنسا مؤخرًا نحو تجريم زبناء الدعارة، وهُو ما انبرتْ عاملاتُ جنس إلى رفضه باعتباره لا يحلُّ إشكال هشاشتهن الاجتماعيَّة في العمق، بقدر ما يدفعهنَّ إلى الاشتغال في نطاق السريَّة، وما يترتبُ عن ذلك من مضَّار صحيَّة.
إرسال تعليق